Telegram Group & Telegram Channel
روى الحكيم الترمذي في نوادره، والقضاعي في الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس، أن رسول الله ﷺ قال فيما يرويه عن ربّه –تبارك وتعالى–: «إِذَا وَجّهْتُ إِلَى عَبْدِ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَو مالِهِ، أَو وَلَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذلِكَ بِصبرٍ جميل اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانَا أَوْ أَنْشَرَ له ديواناً».

كلُّهم رواه عن أنس بن مالك، بسندٍ واحد فيه وضّاع، غير أنّ الحديث له طرُق أخرى كثيرة، أحسنها ما رواه الطبرانيّ في الكبير عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله ﷺ: «يُؤْتَى بِالشَّهِيدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاء فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانَ وَلَا يُنْشَرُ لَهُمْ ديوان فَيُصَبُ عَلَيْهِمْ الأجر صَباً حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْعَافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْمَوْقِفِ إِنَّ أَجْسَادَهُمْ قُرِضَت بالمقاريض مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ الله لَهُمْ»، وهذه الرواية ليس فيها سوى راوٍ مُختلَفٍ فيه، قال عنه أحمد: لم يكُن به بأس. اختصرتُ هذا عمّا أورده الإمام المحقّق أحمد بن محمد بن الصدّيق الغماري –رحمه الله– (تـ 1380هـ) في تخريجه للحديث في «فتح الوهّاب».

قال العلّامة المحقّق الإمام ابن الوحشيّ (تـ 502هـ) في شرحه:
وهذا الحديث مما يُعِزُّ الفئة من المسلمين الذين استغلب عليهم العدوُّ فقتل بعضا، وأسَر بعضا، وفرّ عنه بعض. على أن العامّة من البلاد البعيدة عنهُم أنّ ذلك لفِسقٍ صَحِبَهم، ونتوهّم أنّهم دونهم في الصلاح والعفاف. ولعَمري، من اعتبر ونظر بعين الحقيقة، إنَّهم لأسلَم صُدورا، وأصلحُ ضمائر ممّن وراءهم، فلنا ولهم زاجر فيما رواه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عن ربنا تبارك وتعالى في ترك العقار المَشيدة، والأصول الخطيرة النفيسة، فنعم الراوي، ونعم الصادق ﷺ ونعم المُخبَر عنه، ونعم المولى، ونعم النصير ربنا تبارك وتعالى “.



tg-me.com/ZaidOu/2450
Create:
Last Update:

روى الحكيم الترمذي في نوادره، والقضاعي في الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس، أن رسول الله ﷺ قال فيما يرويه عن ربّه –تبارك وتعالى–: «إِذَا وَجّهْتُ إِلَى عَبْدِ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَو مالِهِ، أَو وَلَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذلِكَ بِصبرٍ جميل اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانَا أَوْ أَنْشَرَ له ديواناً».

كلُّهم رواه عن أنس بن مالك، بسندٍ واحد فيه وضّاع، غير أنّ الحديث له طرُق أخرى كثيرة، أحسنها ما رواه الطبرانيّ في الكبير عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله ﷺ: «يُؤْتَى بِالشَّهِيدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاء فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانَ وَلَا يُنْشَرُ لَهُمْ ديوان فَيُصَبُ عَلَيْهِمْ الأجر صَباً حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْعَافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْمَوْقِفِ إِنَّ أَجْسَادَهُمْ قُرِضَت بالمقاريض مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ الله لَهُمْ»، وهذه الرواية ليس فيها سوى راوٍ مُختلَفٍ فيه، قال عنه أحمد: لم يكُن به بأس. اختصرتُ هذا عمّا أورده الإمام المحقّق أحمد بن محمد بن الصدّيق الغماري –رحمه الله– (تـ 1380هـ) في تخريجه للحديث في «فتح الوهّاب».

قال العلّامة المحقّق الإمام ابن الوحشيّ (تـ 502هـ) في شرحه:
وهذا الحديث مما يُعِزُّ الفئة من المسلمين الذين استغلب عليهم العدوُّ فقتل بعضا، وأسَر بعضا، وفرّ عنه بعض. على أن العامّة من البلاد البعيدة عنهُم أنّ ذلك لفِسقٍ صَحِبَهم، ونتوهّم أنّهم دونهم في الصلاح والعفاف. ولعَمري، من اعتبر ونظر بعين الحقيقة، إنَّهم لأسلَم صُدورا، وأصلحُ ضمائر ممّن وراءهم، فلنا ولهم زاجر فيما رواه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عن ربنا تبارك وتعالى في ترك العقار المَشيدة، والأصول الخطيرة النفيسة، فنعم الراوي، ونعم الصادق ﷺ ونعم المُخبَر عنه، ونعم المولى، ونعم النصير ربنا تبارك وتعالى “.

BY زيد اولاد زيان


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/ZaidOu/2450

View MORE
Open in Telegram


زيد أولادزيان Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Newly uncovered hack campaign in Telegram

The campaign, which security firm Check Point has named Rampant Kitten, comprises two main components, one for Windows and the other for Android. Rampant Kitten’s objective is to steal Telegram messages, passwords, and two-factor authentication codes sent by SMS and then also take screenshots and record sounds within earshot of an infected phone, the researchers said in a post published on Friday.

That growth environment will include rising inflation and interest rates. Those upward shifts naturally accompany healthy growth periods as the demand for resources, products and services rise. Importantly, the Federal Reserve has laid out the rationale for not interfering with that natural growth transition.It's not exactly a fad, but there is a widespread willingness to pay up for a growth story. Classic fundamental analysis takes a back seat. Even negative earnings are ignored. In fact, positive earnings seem to be a limiting measure, producing the question, "Is that all you've got?" The preference is a vision of untold riches when the exciting story plays out as expected.

زيد أولادزيان from it


Telegram زيد اولاد زيان
FROM USA